بيروت - 01/01/2014
نظمت "نقابة المحامين في بيروت" حفلة تكريم "المنشورات الحقوقية صادر" لمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيسها، في بيت المحامي في بيروت. تخلّل الإحتفال كلمات لكل من وزير الإعلام النقيب رمزي جريج ونقيب المحامين في بيروت المحامي جورج جريج، ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، والوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده، ومدير التحرير في Lexis Nexis أوروبا والشرق الأوسط Guillaume Déroubaix، ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي غالب غانم، ونقيب الطباعة جوزف أديب صادر.
وزير الاعلام النقيب رمزي جريج (ممثلًا دولة رئيس مجل النواب ورئيس الحكومة) استذكر كيف تعرف على "صادر" من خلال والده الذي كان يتردد الى دار النشر لمتابعة طباعة كتابه "النظرية العامة للموجبات"، ومن ثم من خلال توليه مسؤولية سكريتير تحرير "المجلة القضائية" التي اسسها يوسف صادر عام 1921. وقال الوزير جريج: "إن اسمَ "صادر"، قد استوفى نصيباً كبيراً من معناه فكان له موقعُ الصدارة في مجالات إصدار الكتب ونشرها وتوزيعها. لقد حقق آل صادر، خلال مسيرةٍ امتدت على مدى قرن ونصفِ قرن الكثيرَ من الانجازات، التي يضيقُ المجال في كلمة موجزة عن تَعدادِها". وأضاف: "انها لمسيرةٌ رائعة، تميزت بالوفاء لتراث عريق، وبالعزم الثابت على التقدم دائماً نحو الأفضل. ولهذا فإنه من دواعي سروري ان ادلي، كصديق قديم للعائلة وكوزير للأعلام ونقيب سابق للمحامين، بشَهادةٍ صادقة عن عائلة كريمة حملت لواءَ الثقافة الحقوقية ورفعت عالياً اسم لبنان، وأكَّدَت أنَّ هذا الوطن الصغير سيبقى أرضَ الأبجدية، وستبقى عاصمتُه أمَ الشرائع".
ثم كانت كلمة لنقيب المحامين في بيروت المحامي جورج جريج شدّد فيها على أهمية القانون والحاجة الى مظلة قانونية تحمي لبنان من كل طارق بوقاحة على بابه، ومن كلّ طارئ على هذا الكبير الذي اسمه لبنان، وكان اسم صادر ناشرون. وقال جريج: "ان التعامل مع الكتاب لمسألة خاصة من الندرة الحصول عليها، فكيف التعامل مع القانون. هذه المادة الصعبة على الشأن العام وقريبة من محبي الفذلكة القانونية والقانونيين. جاء صادر ليقول انا الحضور في وجه الضمور. انه التلاقي بين ثابتين ضد خطر المتحركات، هو تلاقي عبر الزمن، هو القاضي يوسف صادر والمحامي الزميل العزيز راني صادر، هو التلاقي بين الثقافات بين أدب الريحاني الى المجلة القضائية
والجريدة الرسمية. هو تلاقي الحكومة السورية الى محاضر مجلس النواب اللبناني، ومن القوانين التركية الى مجموعة قوانين لبنان، الى نشر مجلة العدل التي تصدرها نقابة المحامين، الى اطلاق البوابة الالكترونية القانونية للنقابة، من اللغة العربية الى كل اللغات الكونية بدءً بالتركية، الفرنسية والانكليزية. هو ايضاً التلاقي بين الاثنيات فمن صادر الورقي الى صادر الالكتروني".
تلى ذلك كلمة الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده أعلنت فيها انها استغربت بداية عن تواجدها وسط مجموعة من من المحامين ولكن اثر اطلاعها على التاريخ القديم وبالتحديد علاقة القاضي يوسف صادر بوالدها الرئيس رياض الصلح. قالت: "هذه العلاقة اتخذت في البدء الطابع الوطني لكنها اصبحت بعدها شخصية" واكملت في العام 1943 تأسست جريدة الديار من قبل يوسف صادر من أجل مساندة الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح في معركة الاستقلال وعزز هذا التعاون العلاقة الاجتماعية بين العائلتين صادر والصلح. قالت الصلح: "اليوم نشهد على حقبة زمنية عاشها لبنان واللبنانيين سعوا الى بناء المؤسسات لكن الرجال رحلوا. الماضي مجيد، الحاضر مخيف والمستقبل مستحيل.
رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر إنطلق من تجربته العملية مع "صادر"، حين أطلقت "مجموعة هيئة التشريع والاستشارات" التي تضمنت ما يزيد عن خمسة آلاف استشارة أصدرتها الهيئة منذ تأسيسها، ليتحدث عن مزايا صادر. فقال: "صادر يسعى لان يكون ريادياً في مجال تقديم خدمات الحلول القانونية. فهو يعمل على استكمال كتابة تاريخ طويل من الابداع والتمييز عبر ابتكار حلول قانونية حديثة ومتطورة ومناسبة لحاجات القانونيين. وهو يلتزم كذلك بمعايير العناية والدقة والجودة والاحترام والابتكار والتنمية المستدامة. وصادر، منذ تأسيسه في العام 1863، يعمل على هيكلة أعماله على اسس تقدر نهضة النظم القانونية العربية من خلال الإبداع والمعرفة والحكم الرشيد والشفافية". وأضاف: "صادر يؤمن في تعزيز نشر المعرفة القانونية من خلال تسهيل وصول الجميع الى المعلومات القانونية، وفي ضرورة تثقيف المواطنين قانونًا ليكونوا على بينة من حقوقهم القانونية وواجباتهم، ويعمل بدوره لخدمة هذا الهدف من خلال تعزيز نشر المعرفة والثقافة القانونية".
مدير التحرير في Lexis Nexis أوروبا والشرق الأوسط غييوم دوروباي تحدث عن شراكة لكسس العالمية مع صادر. فأكد أن هذه الشراكة بنيت أولاً على اسس المبادئ المشتركة التي تهدف الى تعزيز دولة القانون Rule of Law عبر المساهمة في تسهيل وصول المهتمين الى المعلومات القانونية. وقال: "اليوم نحن امام تحدٍ جديد، هو ابتكار حلول لمواكبة نشر المعلومات القانونية بالثورة الرقمية. فوحدها دور النشر الكبرى يمكنها مواكبة هذه الثورة وابتكار هذه الحلول. من هنا جاء التعاون مع صادر في منطقة الشرق الأوسط، نظراً لقدرتها على تلبية طلبات عملائنا في شتى انحاء الارض وذلك بالدقة والسرعة المطلوبين". وأضاف: "هذه الشراكة توفر المعلومات القانونية
العربية من قوانين وتشريعات واجتهادات ودراسات باللغة الانكليزية، وذلك على بوابة رقمية متطورة". وأكد أن شراكة صادر ولكسس ستتابع في المستقبل بابتكار الحلول القانونية الرقمية بهدف تسهيل وصول الجميع الى المعلومات القانونية.
رئيس مجلس القضاء الاعلى السابق القاضي غالب غانم تذكر كيف وضع ثقته بدار صادر عندما قرر نشر كتبه. وقال: "في هذه الأُويقات، وعلى حدودِ الغبطة وهوامش الوليمة، وليمةِ الكتاب القانوني. يذهبُ المتبصّر والقَلِقُ والقارئ في صفحاتِ السّاحةِ والسّاعة في صفحات الواقع الى تساؤل بعد تساؤل والى غصّة بعد غصّة!". وسأل غانم: "أين تلك الثقافات التي لولاها لَما طابتِ الحياة في أيّ مجتمع سياسي معاصر، وفي مجتمعنا؟ أين ثقافة حُكْمِ القانون؟ أين ما علّمتنا إيّاه المجموعاتُ والنظريّات والمواثيقُ والأمانات التي تسلّمناها من السَّلَف؟ أينتهي ذلك كلّه استقواءً على النصّ الأعلى واستعلاءً على الإنسان واستجداءً للطمأنينة واستخفافاً بالديمقراطيّة؟ أين ثقافة الجمهوريّة؟ أينَ المواطنيّة وهي عروتُها الوثقى وعلّةُ وجودها وعلامةُ المساواة وتكافؤ الفرص بين ظهرانيها؟ أين ثقافةُ الدولة المدنيّة؟ أين ثقافة الثقة بين القضاء والمجتمع؟". وختم قائلاً: "هل من المؤاتي أن تُطرحَ المآزقُ الكبرى إبّان مواسم الفرحِ الكبرى؟ دارُ المنشورات الحقوقيّة، ونقابة المحامين، وجوزف صادر، وكوكبةُ الصادريين ذاتُ الولعِ بمغازلةِ الحرف وبتحميل الأوراق رسائل حقّ ومشالحَ جمال... والصدور الواسعةُ جميعاً... يفهمون كيفَ تُستذكَرُ الهمومُ على موائد الغبطة وكيف يُستنبَتُ الأملُ في حومةِ الأزمات".
وفي الختام كانت كلمة نقيب الطباع ورئيس مجلس ادارة "صادر" جوزف صادر، فقال: في هذا اليوم السعيد، نتعهد امامكم اكمال المسيرة ايماناً منا بدولة القانون لا بل بمجتمع عربي ترفرف فوقه اعلام دول القانون ليس الا". واعلن صادر انه "وانطلاقاً من رؤية صادر التي تهدف الى تعزيز اسس دولة القانون عبر تسهيل وصول الجميع الى المعلومات القانونية، وبمناسبة احتفالها بيوبيلها المئة والخمسين، نعلن امام وزير الاعلام وبمباركته عن مبادرة تعاون مع وسائل الاعلام اللبنانية تهدف الى تجهيزها بمكتبة قانونية الكترونية، كما نطلق جائزة "يوسف صادر" لأفضل تحقيق صحفي عن موضوعات "دولة القانون" (Rule of Law)".
قدم الحفلة الإعلامي ماجد بو هدير متناولًا اهمية "صادر" في نشر الحقوق ومساهمة الدار في انشاء المطابعات ونشر مجموعات قانونية لها الأثر الكبير في نشر ثقافة القانون والقوانين. وتخللها عرض فيلم وثائقي عن تاريخ "صادر" وتطور خدماتها في نشر المعرفة القانونية في لبنان والبلدان العربية كما العالم. وبالمناسبة قدم "اتحاد الناشرين العرب" و"نقابة اتحاد الناشرين في لبنان" و"نقابة اصحاب المكتبات في لبنان" و"نقابة الناشرين المدرسيين في لبنان" و"نقابة الطباعة" دروعاً تكريمية لصادر، التي قدمت بدورها درع شكر لـ"نقابة المحامين في بيروت". وتلى الحفلة كوكتيل. حضر الحفلة وزراء ونواب وقضاة ونقباء حاليون وسابقون ولفيف من المحامين ورجال القانون.